“شعب هاجر من مناطق بحر إيجه ومن اليونان بعد أن طردتهم القبائل الإغريقية من تلك المناطق، وكانوا يعرفون باسم الفلسطينيين، فنزلوا سواحل البحر الأبيض المتوسط الجنوبي، ثم اشتق من اسمهم اسم “فلسطين” المعروفة حتى اليوم..” هكذا أجابت الإذاعة اللندنية عندما سأل أحد مواطنيها قائلا: من هم الفلسطينيون، ومن الواضح أن هذه الإجابة تؤيد فكرا سياسيا بعينه ثم تبثه للعالم من خلال إذاعتها، وهذه الإجابة أيضا هي التي دفعت الدكتور محمد معروف الدواليبي، للبحث في جذور الموضوع.
الدواليبي، عقّب على هذه الإجابة قائلا: “استنكرت في نفسي هذا الجواب المبتور، لأنه عبر عن فترة ليست الأولى ولا الأخيرة من تاريخ فلسطين والفلسطينيين..” وهذه الإجابة توحي للسامع أن الفلسطينيين غرباء عن هذه المنطقة الكنعانية العربية، ومن ثم تنجح سياسة هؤلاء القوم فيما يرمون إليه، ويرى أصحاب العقول المريضة أنه لا ضير لو شارك الكيان الصهيوني الفلسطينيين في هذه الأرض، وهذا عين الخطأ.
من هم الفلسطينيون؟
هم فرع من هجرة الأقوام “الإيجية” أو “المينية” ـ نسبة إلى الملك “مينوس” أحد ملوك جزيرة “أقريطش”، وهي كريت اليوم ـ بعد أن قضت القبائل الإغريقية على دولة “مينية” في حدود 1200 ـ 1100 قبل الميلاد في ساحل بلاد كنعان الجنوبية، المعروفة اليوم باسم فلسطين اشتقاقا من اسمهم، وكان هيرودودت المؤرخ الألماني المعروف بأبي التاريخ، أول من استعمل هذا الاسم وأطلقه على الأراضي الساحلية من بلاد كنعان، بعد أن نزل فيه “الإيجيون الفلسطينيون” وأقاموا فيه 5 مدن هي: عسقلان، أشدود، أكرون، جات، غزة، ومن ثم فعودتهم إلى هذا المناطق واستقرارهم فيها دون غيرها لم يكن عشوائيا، فقد خرجوا منها ضمن الهجرات العربية القديمة فيما قبل التاريخ، التي امتدت على إفريقيا الشمالية والبلقان وإيطاليا وإسبانيا، وعرفت هذه الهجرات باسم موجات أقوام البحر الأبيض المتوسط، وإذن فالفلسطينيون عادوا إلى مواطنهم الأصلية من بلاد كنعان العربية، وأنهم كنعانيون عرب لا شك فيهم.
أما عن معنى كلمة الفلسطينيين، فهي تعني العمالقة من أصحاب البأس في الحروب، والذي توصل إليه البحاثة الفرنسي هيلير دو بارانتون، هو أنها تعني “الجنود والمحاربين” فهي إذن تعني العمالقة بلغة التاريخ، و”الجبارين” بلغة القرآن كما صورهم الله على لسان بني إسرائيل قائلا سبحانه: “قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ..”
وأخيرا، الفلسطينيون ليسوا هجرة طارئة على البلاد من قبل شعوب مجهولة الأصول، وإنما هم أصحاب الأرض الأصليين.
قراءه في تاريخ فلسطين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة