التخطي إلى المحتوى الرئيسي

يهود شبه الجزيرة العربية

صورة تعود لعام 1914 لرجل يمني بثياب يهودية تقليدية يقرأ التوراة
يهود شبه الجزيرة العربية وجد اليهود قبل الإسلام في كامل بلاد اليمن ويثرب وتيماء وخيبر و دوس و اليمامة و نجران وفي دومة الجندل والبحرين وفي مناطق أخرى متفرقة. وقد ورد اسم تيماء في العهد القديم، في سفر إشعياء.
كانت اليهودية الديانة التوحدية السائدة في الجزيرة العربية قبل الإسلام، وينحدر يهود الجزيرة العربية من ثلاثة مجموعات:
  • يهود ينحدرون من بني اسرائيل كيهود بني قينقاع في يثرب
  • يهود من قبائل بني اسماعيل كيهود غطفان وخيبر
  • يهود ينحدرون من الحميريين والقبائل السبئية اليمنية

محتويات


المصادر اليهودية

تلمح بعض النصوص والكتب اليهودية الى نزوح قسم من بني اسرائيل واليهود الى شبة الجزيرة العربية
13 (وحي من جهة بِلاد العرب: في الوعر في بلاد العرب تبيتين، يا قوافل الدادانيين)
14 (هاتوا ماء لملاقاة العطشان، يا سكان أَرض تيماء. وافوا الهارب بخبزه.)
اطلقت الكتب اليهودية اسم الددانيين على المعينيين نسبة لمستوطنة دادان في العلا وتذكر المصادر اليهودية ان الددانيين هم ابناء عمومة السبئيين. وتذكر الكتب اليهودية إن الددانيين كانوا من الشعوب الجزرية التي ترسل بضاعتها إلى بني اسرائيل.

الحميريون- يهود اليمن

يعتقد ان التأثير اليهودي في اليمن قديم جداً فالإله رحمن الذي عبدة اليمنيون يعتقد انه نتيجة التأثير اليهودي، وتذكر الكتب الدينية والتاريخية والروايات ان النبي سليمان ارسل كتاب الى ملكة سبأ. والملاحظ ان بعض ملوك واقيال سبا وحمير كانوا يحملون اسماء عبرية صريحة مثل إيلي ملك سبا (من قبيلة بكيل) وشامري ويوسف واشوع ونوفيم, في اللغة العبرية كلمة سبا تعني "الجد", وتعني كلمة مكرب "الحبر" وهي التسمية التي اطلقها ملوك السبئيين الاوائل على انفسهم, وتعني كلمة كهان "الكاهن".[1]
شاب يهودي يمني في صنعاء يطحن حبوب القهوة
اعتنق الحميريين الديانة اليهودية و الحميريين قبائل سبئية تقطن في إب-تعز-ريمة-ذمار وعاصمتهم ظفار, كان الحميريين يطلقون على الله اسم رحمن وتشير اليه النقوش بانة (رب السماوات والأرض), والرحمن وهو من اسماء الله الحسنى حسب الدين الإسلامي , وقد اكتشف في ظفار عاصمة الحميريين كتابات باللغة العبرية يسجل فيها شكرهم لاسرائيل, وقد ذكر في نقوش المسند تواجد قبيلة تسمى اسرائيل في اليمن.
  • (وقبيلتهم إسرائيل وبمساعدة سيدهم شرحبيل ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت)
من اشهر ملوك حمير الملك يوسف أسأر يثأر الحميري وكان يلقب بملك كل الشعوب يتضح من اسمه انه كان يهوديا توحدت تحت امرته كبرى قبائل اليمن همدان ومذحج وكندة ومراد واعرابهم وقد الحق الملك الحميري يوسف هزيمة نكراء في الغزاة الأحباش خلفت 12 الف قتيلاً و11 الف اسيراً في ظفار والمخا ونجران وباب المندب ومنطقة الركب وجزيرة الفرسان.

يهود يثرب

كان في يثرب 10 قبائل تدين باليهودية ذكرت في ميثاق المدينة وكانوا يؤمنون بنبي اخر الزمان، بعد مجيء النبي محمد أسلمت 7 قبائل كانت تدين باليهودية وهي بني عوف وبني النجار وبني الحارث وبني ساعدة وبني جشم وبني الأوس وبني ثعلبة وبقيت 3 قبائل على الديانة اليهودية وهي بني قينقاع وبني النضير وقريظة، وقد أسلم قسم من قبائل قينقاع ونضير وقريظة لكن غالبيتهم بقوا على الديانة اليهودية.
أكثر المؤرخين اتفقوا أن قبيلة بني قينقاع في يثرب هم بالفعل من بني اسرائيل, وجود بني قينقاع كان قديم في يثرب وكانوا يتحدثون اللغة العربية وفي صلاتهم يقرؤن التوراءة بالعبرية، وكانوا يعملون صناعيين وتجار ومزارعين. وكانت صلاتهم فيها ركوع وسجود تختلف عن صلاة اليهود الحاليين.
قبيلتي النضير و قريظة غير معروفة الاصل يعتقد انهم كانوا نازحين من جراء الاضطهاد الروماني, في الفترة ما بين عامي 70 م. و 135 م يعتقد انهم من الناجين من دمار أورشليم على يد تيطوس أو الذين تم إجلاؤهم على يد الامبراطور هادريان, وحين انتقلوا إلى الحِجاز في شبه الجزيرة العربية، فقد جاءوا على يهود سبقوهم (بنو قينُقاع).
في القرآن يصف اليهود ب"اهل الكتاب" في العديد من الايات .

يهود خيبر

بعض المؤرخين يذكرون أن يهود خيبر ليسوا من بني إسرائيل وإنما هم من مهاجرين من اليمن الذين دانوا باليهودية والدليل أن مرحب وعائلته وهو فارس خيبر المشهور من قبيلة حمير من اليمن.[2]
لم يبد يهود خيبر أي عداء للمسلمين حتى دخلت قبيلة بني النضير الذين اجلوا عن المدينة ونزلوا خيبر، وقد حرض زعيم بني النضير االعرب على قتال النبي محمد وكان ذلك سببا في غزوة خيبر.

يهود فدك

تقع واحة فدك في منطقة حائل وقد كان سكانها من قبيلة عبس الغطفانية يهود الديانة اشتهرت فدك بزراعة القمح و التمور. أرسل علي بن أبي طالب لفدك وتم مصالحتهم على دفع الجزية وقد اسلم معظمهم.

يهود وادي القرى

وادي القرى، واد كبير بين تيماء وخيبر، فيه قرى كثيرة لهذا سُمي «وادي القُرى» وكان سكانه من قبيلة بني عذرة الحميرية يهود الديانة حاربوا المسلمين في غزوة الأحزاب ثم صالحوهم على دفع الجزية.

يهود نجران - بني الديان

بنو الديان هم قبيلة تنسب الى بنو الحارث بن كعب من مذحج كانت تقطن في نجران وكانت تدين باليهودية والديان هي تسمية عبرية صريحة، وكان لهم الرئاسة بنجران وكان الملك بنجران اسمه عبد المدان بن الديان قبل البعثة إلى يزيد بن عبد المدان وقد وفد أخوه على النبي صلى الله عليه وسلم.
عام 1932م كان عدد يهود نجران سبعة الاف يهودي ولهم حاخام وكانوا يعملون بالاعمال الحرفيه ومنهم البدو رعاة المواشي.
قامت السلطات السعودية بطرد اغلبية يهود نجران الى اليمن عام 1948م، اليهود المتبقين تحولوا الى الإسلام.

يهود البحرين

تواجدت الديانة اليهودية في عمان والامارات والاحساء (اقليم البحرين) قبل الإسلام، اعتنق الأزديين الديانة اليهودية بالاضافة لعبادة الاصنام والنصرانية وقد اسلم معظمهم خلال فترات زمنية مختلفة، كان يهود (أولاد سارة) يسكنون في صحار وساحل الشميلية وخورفكان.
اما الوجود الحالي لليهود في جزيرة البحرين اليوم فيعود لمهاجرين يهود عراقيين قدموا للبحرين خلال القرنين المنصرمين من مدينتي البصرة وبغداد في العراق ومدينة بوشهر في إيران وأقدم وجود موثق رسميا يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر حيث تذكر وثائق بريطانية إلى أن أحد اليهود ويدعى " نسيم اليهودي" صاحب أشهر بقالة في المنامة آنذاك يذكر ان عدد اليهود في تلك الفترة لم يتجاوز ال500 شخص ويوجد لهم كنيس في المنامة القديمة وقد بني عام 1931 ميلادي وهو يتوسط المنامة القديمة. تناقصت أعداد اليهود في جزيرة البحرين حيث هاجروا على دفعتين، الهجرة الأولى في العام 1948 مع قيام اسرائيل إذ غادر قسم منهم طوعا إلى خارج البحرين ومنهم من ذهب إلى بريطانيا واخرون ذهبوا إلى كندا والولايات المتحدة. واما الهجرة الثانية فقد هاجرت في العام1967.

يهود دومة الجندل

ذكر في الكتب اليهودية ان دومة احد ابناء اسماعيل الاثنى عشر، كان يهود دومة الجندل ينتمون لقبائل النضريين ومذحج وكندة وكلب.

القبائل العربية التي اعتنقت اليهودية

بنو عوف

بنو الشطبية

ذكر ابن قتيبة في حديثه عن أديان العرب في الجاهلية: أن اليهودية كانت في قريــش وبني عتيبه وبني الحارث بن كعب وعيال وايلة وبعض قضاعة. وذكر نفس الأمر ابن حزم الأندلسي الظاهري في جمهرة أنساب العرب عند حديثة عن نفس الموضوع، وبالمثل ياقوت الحموي في معجمه.
أما صاعد البغدادي الأندلسي، صاحب المصنفات، والذي كان من المقربين من محمد بن أبي عامر المعروف بالمنصور، فقد ذكر صاعد مجموعة من القبائل التي تسربت إليها اليهودية مثل حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة. وذكرت مصادر أخرى أن اليهودية وجدت في بعض الأوس من قبائل الأنصار، وبني نمير وبعض غسان وبعض جذام. بل أن بعض المصادر تذكر أن الآية القرآنية البقرة 256، نزلت بسبب أن بعض الأنصار هودوا أولادهم قبل الإسلام وعندما جاء الإسلام أرادوا أن يقسروا أبناءهم على اعتناق الإسلام، فنزلت تلك الآية الكريمة التي تحرم الإكراه في الدين.(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة : 256] بواسطة وبعض المؤرخين يعتقِد أن اغلب يهود الجزيرة العربية أصلُهم يمني وإسماعيلي مُعلّلين ذلِك بان يهود الجزيرة العربية لا يفترقون عن بقية القبائل العربية في العادات والتقاليد في شيء، حتى أشعارهم لا تتبدى بها إلا الطبيعة العربية الخالصة، ويضرِبون المثل على ذلك بشعر السموأل بن عادياء، فالسموأل يذكر في لاميته المعروفة إنه من بني الديان، وقد ذكر القلقشندي في نهاية الأرب نسب بني الديان كالتالي:
بنو الديان - بفتح الدال المهملة وتشديد الياء المثناة تحت ونون في الآخرة بطن من بني الحارث بن كعب من مذحج وهم بنو الديان واسمه يزيد بن قطن بن زيادة الحارث بن كعب بن الحارث بن كعب والحارث قد تقدم نسبه في الألف واللام مع الحاء‏.‏
قال في العبر‏:‏ وكان لهم الرئاسة بنجران من اليمن والملك على العرب بها وكان الملك منهم في عبد المدان بن الديان وانتهى قبل البعثة إلى يزيد بن عبد المدان ووفد أخوه على النبي صلى الله عليه وسلم على يد خالد بن الوليد‏.‏
قال ابن سعيد‏:‏ ولم يزل الملك بنجران في بني عبد المدان ثم في بني أبي الجود منهم ثم انتقل إلى الأعاجم الآن‏.‏
قال أبو عبيدة‏:‏ ومن بني عبد المدان هؤلاء الربيع بن زياد أمير خراسان في زمن معاوية وشداد بن الحارث الذي يقول فيه الشاعر‏:‏ يا ليتنا عند شدادٍ فينجزنا ويذهب الفقر عنا سيبة الغدق. انتهى ما ذكر القلقشندي.

انتشار اليهودية في الجزيرة العربية

تشير بعض الدراسات إلى أن اليهودية هي إحدى اقدم الديانات في شبة الجزيرة العربية، التي انتشرت تحديدا في غرب الجزيرة العربية
أما النظرية التقليدية القديمة فترى أن اليهودية قد وصلت الجزيرة العربية عن طريق أحد الوسائل التالية أو بعضها معا أو كلها مجتمعة:
  • أولا: يحتمل عبر عامل الاحتكاك التجاري مع يهود بني اسرائيل وبلاد الشام.
  • ثانيا: أو/ ونتيجة نزوح بعض قبائل بني اسرائيل إلى الجزيرة العربية أثناء فترة حكم الرومان لفلسطين، خاصة مع تعدد ثورات بني اسرائيل وقمعها على يد الرومان وتدمير المعبد وفرض ضرائب خاصة على بني اسرائيل، مما ربما حدا ببعضهم للفرار بعيدا عن الرومان فذهب بعضهم ليستقر في الجزيرة العربية، وهناك بحكم عامل القرابة العرقية بين بني اسرائيل وبني اسماعيل وبحكم عامل الاحتكاك بين دين توحيدي له كتاب وعقيدة واضحة مترابطة وفقه متين، وبين أديان أرضية لا تملك أيا من هذا، أن يتغلب الدين التوحيدي على الأرضي.

الديانة اليهودية في الجزيرة العربية

إن بني إسرائيل الوارد ذكرهم في التوراة والقرآن الكريم هم بإجماع أهل الاختصاص من نسل يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم الخليل، عليهم السلام جميعا. وإبراهيم هو أبو الإسرائيليين والاسماعيليين من القيداريين، الذين تنتمي قبيلة قريش إليهم. موطن العرب الاسماعيليين هو غرب شبه الجزيرة العربية، فيما يعرف بالحجاز وتهامة، حيث عاش إبراهيم الخليل، في حوالي القرن التاسع عشر قبل الميلاد وقام ببناء الكعبة مع ولده إسماعيل.
يبدو أن شبه الجزيرة العربية قد عاشت في هذه الحقبة التاريخية بالذات عصرها الذهبي، حيث كانت تحتضن أهم الطرق التجارية العالمية البرية والبحرية. كان الخليج العربي في الشرق والبحر الأحمر في الغرب والبحر العربي في جنوب الجزيرة العربية والموانيء والثغور البحرية العربية المطلة عليها تغص بالسفن، التي تنقل البضائع والتجارة العالمية آنذاك بين حوض البحر الأبيض المتوسط الخاضع للسيادة العربية الكاملة، الأشورية والبابلية والفينيقية والمصرية وبين موانيء الهند والصين. وفي موازاة هذا الممر المائي كانت هناك خطوط برية للقوافل تربط بلاد الشام والعراق ومصر عبر نجد والحجاز باليمن وعمان. في ظل هذا الانتعاش الاقتصادي، الذي شهدته الجزيرة العربية في هذه الحقبة، استقر البدو والرعاة وتطورت الزراعة وبنيت السدود. كذلك كثرت الأسواق وازدهرت المدن والثغور وأصلحت الطرق وشيدت المعابد. استمر هذا العصر الذهبي في جزيرة العرب أكثر من ألف عام. هذا العصر تمجده الكتب اليهودية كثيرا. كذلك الأساطير العربية التي ربما تقوم مقام الذاكرة التي ترصد ما خفي من التاريخ، تتحدث عن عصر غابر تتزاحم فيه الجنان، التي تتدفق قيها العيون وتظللها الأشجار أو تفيض بالأنهار، التي "يسيل فيها الحليب والعسل".
واصلت الديانة اليهودية انتشارها واعتنقها كثير من القبائل العربية الأخرى، فوصلت أولا إلى يثرب ثم اليمن، وبلغ انتشارها ذروته في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، أي بعد مضي أكثر من ثلاثة قرون على أسر البابليين لكهنة بني إسرائيل في غرب الجزيرة العربية وقبل ظهور النصرانية والإسلام كانت اليهودية دينا سائدا في البلاد العربية بين جميع شعوبها وعند ظهور الإسلام كان كثير من قبائل الجزيرة العربية وحواضرها تدين باليهودية، وكانت مدن تيماء وخيبر ويثرب ونجران مراكز يهودية معروفة. كذلك كان الشاعر العربي الجاهلي السموأل بن عريض بن عادياء الأزدي، من بطون سبأ، الذي يضرب به المثل في الوفاء عند العرب، يهودي الديانة ويسكن في خيبر القريبة من يثرب.
اختلف يهود الجزيرة العربية عن بقية يهود الشرق العربي القديم وحوض البحر المتوسط، ولا شك في أن اليهودية انتقلت لأثيوبيا قادمة من اليمن.

بعد الإسلام

اسلمت الكثير ممن يهود قبائل الجزيرة العربية، مثل قبائل حمير و الحارث بن كعب وكنانة وكندة واسد وغطفان وغيرهم وشاركت تلك القبائل بشكل فعال في حركة الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين وفي الدولة الأموية ومن الدولة العباسية.
أما في جنوب الجزيرة العربية فقد ظل في اليمن وجود الديانة اليهودية متواصلا بلا انقطاع لليوم، وإن تقلص كثير بالهجرة لخارج اليمن.

شخصيات تاريخية

المراجع

  1. ^ ^ AFL Beeston: Studies in the History of Arabia. Vol II, Pre-Islamic Arabia. Proceedings of the 2nd International Symposium on Studies of Arabia 1984, pp. 149
  2. ^ نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب

المصادر

قائمة التصفح


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة